موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال خطاب متلفز مباشر في ذكرى انتفاضة أهالي قم في 1978/1/9:

يجب إزالة العقوبات فوراً،وعودة أميركا للإتفاق النووي من دون إزالة العقوبات مضرّة لنا

 

أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، صباح اليوم (الجمعة:2021/1/8) في خطاب متلفز في ذكرى انتفاضة أهالي مدينة قم المقدسة في التاسع عشر من شهر دي 1356 (1978/1/9)، على ضرورة الحفاظ على ذكرى وعنوان هذه الإنتفاضة المصيرية ومضمونها الديني المناهض لأميركا، وأشاد سماحته بإنتاج لقاح كورونا في البلاد واصفاً اللقاح أنه يبعث على الفخر، وأضاف: إن الحضور الباعث على الإستقرار لإيران في المنطقة وزيادة قدراتها الدفاعية والصاروخية سوف يستمر، وحول الإتفاق النووي أيضاً ليس لدينا إصرار وإستعجال لعودة أميركا، فالمهم هو يجب أن ترفع العقوبات بصورة كاملة وفورية.

واستهل قائد الثورة الإسلامية المعظم كلمته قبل الحديث عن المواضيع الرئيسية حول إنتفاضة أهالي مدينة قم في التاسع من كانون الثاني عام 1978 وبعض المواضيع الراهنة، بالحديث عن الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهم، وأعرب سماحته عن امتنان واشادته بالمشاركة الجماهيرية للشعبين الايراني والعراقي في المراسم التي أقيمت في البلدين بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهادهما، ولفت سماحته الى ان الشهيدين ساهما في الكثير من الحركات التي زادت من بصيرة الشعب.

وقال سماحته: إن هذا الحضور سببه المشاعر والبصيرة والدوافع العظيمة للشعب، وقد بثّ حياة جديدة في جسد الوطن والشعب. وأشار سماحته إلى التجمّع الكبير والمذهل للشعب العراقي في ذكرى هؤلاء الشهداء، قائلاً: أشكر بإخلاص جميع الإخوة والأخوات الذين اجتمعوا في بغداد والمدن العراقية الأخرى لتكريم وإحياء ذكرى الشهيد أبو مهدي، القائد العراقي البارز، والشهيد سليماني، الضيف العزيز على الشعب العراقي.

كما تطرق سماحته الى حادثة الطائرة الاوكرانية وسقوطها في طهران، مشدداً على أنها آلمت المسؤولين وقال: نعزي بدورنا ذوي الضحايا مع دعائنا بالرحمة لهم.

ووصف سماحته العالم الايراني البارز الشهيد فخري زادة وكذلك المرحوم آية الله مصباح يزدي من الشخصيات البارزة في ايران الذين تركا تراثا قيّما لايران.

ودعا قائد الثورة الإسلامية المعظم الى ضرورة استلهام العبر من ذكرى الـ 19 من دي واحيائها، قائلا: يجب الابقاء على احياء ذكرى انتفاضة الثامن من يناير باعتبارها تثير العزة في نفوسنا، وأضاف: يجب الحفاظ على انتفاضة قم لأن هناك من الرواة المغرضين من يسعى لتفسير الاحداث بشكل مغالط، وإن احدى الأعمال المهمة في الوقت الراهن للأجهزة الاستكبارية هو رصد الأحداث العالمية وتبيينها بشكل مغاير عبر الأقلام المأجورة.

وأشار سماحته إلى أن تشويه الحقائق أمر رائج في العالم وهو خطر مازال قائما، مبينا ان الاستخبارات الأميركية تروج لتحليل مغاير للأحداث وتبثه لتظليل الرأي العام.

ونوه سماحته الى ان انتفاضة قم لم تنحصر جغرافيا بفم بل امتدت الى المدن الاخرى وتحولت الى انتفاضة شاملة عارمة، قائلا: ان قائد حركة اهالي مدينة قم، كان مرجعا دينيا وشخصية بارزة وهو الإمام الراحل حيث حظيت هذه الانتفاضة بتأييد الإمام الخميني (ره) وتحولت الى غضب عارم قاد الثورة في ايران، ولفت الى ان هذه النهضة اتسمت بالجانب الديني و معاداة لامريكا حيث يمكن اعتبارها الصفعة الاولى للصنم الاستكباري .

وتطرق سماحته الى الاوضاع التي تمر بها اليوم امريكا وأضاف: اليوم ترون اوضاع امريكا والديمقراطية المضحكة في امريكا وطبيعة حقوق الانسان هناك وقتل المواطنين السود، هذه هي القيم الامريكية التي تثير الاستهزاء من الرأي العام كما ان الاقتصاد الامريكي هو مشلول وهذا هو الوضع الراهن الذي تعيش فيها امريكا.

وفي جانب آخر من كلمته، تحدّث سماحته عن حضور الجمهورية الإسلامية الإيرانية "الباعث على الاستقرار في المنطقة"، منتقداً في المقابل المشروع الأميركي "الرامي إلى زعزعة الاستقرار". وقال: ترى أميركا مصلحتها في غياب الاستقرار. ولأنها لم تسيطر على المنطقة بالكامل، تسعى إلى زعزعة استقرارها. هم يقولون هذا بأنفسهم ويعبّرون عنه صراحة. كما استدلّ سماحته بقولٍ لخبير مشهور في مؤسسة أميركية شهيرة، "إنتربرايز"، قال فيه ذلك الخبير: لا نريد الاستقرار لإيران والعراق وسوريا ولبنان. ليس إيران فقط (بل) العراق وسوريا ولبنان!.

وشدد سماحته أن القضية الأساسية ليست زعزعة الاستقرار في هذه البلدان أو العكس، لأن زعزعته "من المسلّمات الأميركية، لكن كيفية ذلك هي القضية، فتارةً ما وفي مكان ما عبر داعش، وتارةً عبر فتنة 2009 (في إيران). يفعلون أشياء مثل هذه، ومثل التي ترونها في المنطقة، ثم يأتي مثرثر أميركي ويقول إن إيران تتسبّب في ضعضعة الاستقرار في المنطقة! كلا! بل نحن نتسبب في الاستقرار، ووقفنا ضد (ما تفعله) أميركا.

وقال سماحته: إن حضورنا باعث على الاستقرار، وقد ثبت أن حضور الجمهورية الإسلامية يزيل ما يسبب فقدان الاستقرار. في قضية داعش في العراق وقضايا مختلفة في سوريا وما شابه يظهر هذا الحضور الباعث إلى الاستقرار، مضيفاً: نظام الجمهورية الإسلامية ملزم أيضاً بالتصرف بطريقة تعزّز أصدقاءه وحلفاءه في المنطقة. هذا الحضور في المنطقة محسوم، ويجب أن يكون موجوداً، وسيبقى.

وفي جزء آخر من خطابه، رأى سماحته أن القدرة الدفاعية والقوّة الصاروخية لإيران هي كقضايا أخرى متكرّرة في التحدّي بين الجمهورية الإسلامية وجبهة الاستكبار، قائلاً: لا يحقّ في نظام الجمهورية الإسلامية أن يكون الوضع الدفاعي للبلاد (يصل إلى حدّ) يتمكن فيه شخص عديم القيمة كـ "صدام" من قصف مدينة طهران بالصواريخ، وأن يحلّق بطائراته ميغ 25 فوقها ولا نفعل شيئاً! حدث هذا (خلال الحرب المفروضة) ولم تكن لدينا الإمكانات.

وتابع قائد الثورة الإسلامية المعظم: اليوم قوتنا الدفاعية كبيرة لدرجة أن أعداءنا يجب أن يأخذوا بالحسبان قدرات إيران. عندما يتمكن صاروخ الجمهورية الإسلامية من إسقاط الطائرة المعتدية الأميركية التي دخلت الأجواء الإيرانية، أو عندما تتمكن الصواريخ الإيرانية من تدمير قاعدة عين الأسد بهذه الطريقة، يجب على العدو أن يأخذ هذه القدرة والقوة للبلاد ضمن حساباته لقراراته العسكرية.

وفي قضية الاتفاق النووي والشروع في التخصيب بنسبة 20%، قال قائد الثورة الإسلامية المعظم: يثيرون مسألة هل على أميركا أن تعود إلى الاتفاق أم لا؟ الجمهورية الإسلامية ليس لديها إصرار ولا هي مستعجلةٌ لعودة أميركا، لكن مطلبنا المنطقي هو رفع الحظر وعودة حقوق الشعب المغتصبة، وهذا واجب على أميركا والأوروبيين التابعين لها. وأضاف: إن رُفع الحظر، تصير عودة أميركا إلى الاتفاق ذات معنى، موضوع الخسائر، وهو أحد مطالبنا، ستجري متابعته في المراحل المقبلة، لكن بلا رفعٍ للحظر، تكون عودة أمريكا مضرّة بالبلد.

واعتبر سماحته أن قرار "مجلس الشورى الاسلامي" ومبادرة الحكومة إلى تقليص جزء آخر من التزامات الاتفاق "صحيح تماماً وعقلاني"، لأنه "لا معنى أن تفي الجمهورية الإسلامية بجميع التزاماتها عندما لا يفي الطرف الآخر بجميع التزاماته". وقال سماحته: إذا عادوا إلى التزاماتهم، سنعود، كما قلت منذ بداية الاتفاق، يجب أن تكون الإجراءات متقابلة وعملهم والتزامهم مقابل عملنا والتزامنا. هذا لم يحدث في البداية، لكن يجب أن يكون الآن.

وشدّد سماحته على ضرورة تنظيم الإقتصاد الوطني والتّخطيط له كي يتمكّن المسؤولين من إدارة البلاد جيداً رغم الحظر، وقال: كرّرت هذا مراتٍ وسأكرره الآن. لنفترض أن الحظر لن يُرفع، طبعاً صار الحظر غير فعّال تدريجياً لكن لنفترض أنه سيبقى. يجب أن نخطّط لاقتصاد البلد بطريقة لا يواجه فيها مشكلات مع مجيء الحظر وذهابه، ومع ألاعيب العدو.

وفي الجزء الأخير من كلمته، تحدّث سماحته عن لقاح كورونا، قائلاً إن اللّقاح الإيراني "مصدر فخر واعتزاز للبلاد"، وأضاف: إنهم يسيرون نحو صناعة اللّقاح بطرق مختلفة، وقد وصل إلى مرحلة الاختبار البشري وكان ناجحاً. أشكر جميع العاملين في وزارة الصحة وغيرهم ممن شاركوا في إنتاجه. وأعلن سماحته أن "اللّقاحات الأميركية والبريطانية غير مسموح لها بدخول البلاد"، مضيفاً: كما قلت للمسؤولين، لا أزال أقول هذا للعموم: لا ثقة بهم ولا اطمئنان إليهم. ربما يريدون تجربة اللّقاح على دول أخرى ليروا أنه يعمل أم لا. لست متفائلاً بشأن فرنسا أيضاً. السبب أن لديهم سوابق استعمل فيها دم ملوّث.

700 /